حسب رصد الأناضول لمتابعات وسائل إعلام عربية رسمية وخاصة
لقي إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتفاق "المصالحة التاريخية" بين إثيوبيا والصومال، اهتماما واسعا بوسائل إعلام عربية، ركزت على دور أنقرة في التوصل للاتفاق بين البلدين.
جاء ذلك بحسب رصد الأناضول، الخميس، لتغطيات وسائل إعلام عربية رسمية وخاصة.
وبحسب بيان لدائرة الاتصال بالرئاسة التركية، استضاف أردوغان الأربعاء، رئيس الصومال حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وعقد معهما اجتماعا جرى في بيئة ودية ونقاش صريح وبناء.
وفي مؤتمر صحفي مشترك بالمجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، أكد قادة الصومال وإثيوبيا احترامهما والتزامهما بسيادة ووحدة واستقلال وسلامة أراضي كل منهما، وكذلك بالمبادئ الواردة في القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وميثاق الاتحاد الإفريقي.
واتفق الطرفان بروح الصداقة والاحترام المتبادل، على وضع خلافاتهما والقضايا المتنازع عليها جانباً والمضي قدماً بحزم في أجواء التعاون تماشيا مع هدف الرخاء المشترك، وفق بيان الرئاسة التركية.
اتفاق تاريخي يحسم الصراع
وتحت عنوان "اتفاق ‘تاريخي بين الصومال وإثيوبيا بوساطة تركيا"، قالت صحيفة الشرق الأوسط السعودية، إنه "تضمن العمل باتجاه إقرار اتفاقيات تجارية تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر موثوقا به وآمنا ومستداما".
وغطت صحيفة "الشروق" المصرية إعلان الاتفاق في خبر تحت عنوان "تركيا تضع الخطوة الأولى لحسم الصراع الإثيوبي الصومالي".
وأوضحت أن الاتفاق شمل "توافقا صوماليا على ضمان توفير منفذ بحري لإثيوبيا والسماح للجنود الاثيوبيين بالمشاركة في بعثات حفظ السلام بالصومال".
دور الرئيس أردوغان
وركز موقع "الشرق" السعودي على دور الرئيس التركي في اتمام الاتفاق، ونشر خبرا بعنوان "أردوغان يعلن الاتفاق على مصالحة تاريخية بين إثيوبيا والصومال".
وتحدث الموقع عن عقد أردوغان اجتماعات منفصلة مع زعيمي الصومال وإثيوبيا، في إطار جهوده لحل النزاع بين الجارتين في القرن الإفريقي.
كما غطت قناة "الجزيرة" القطرية أخبار الاتفاق تحت عنوان: "أردوغان يعلن مصالحة تاريخية بين الصومال وإثيوبيا"، مشيرة للمحادثات التي شهدتها أنقرة وإعلان الرئيس التركي لاتفاق حل الخلافات بين البلدين الإفريقيين.
وفي الأردن، تابعت قناة "المملكة" الرسمية الاتفاق تحت عنوان "أردوغان يعلن مصالحة تاريخية بين الصومال وإثيوبيا"، كما نقلت صحيفة "الغد" الأردنية العنوان ذاته.
كما تابع موقع "العين" الإخباري الإماراتي الحدث في خبر تحت عنوان: "أردوغان يعلن عن مصالحة تاريخية بين إثيوبيا والصومال بوساطة تركية".
وتابعت قناة "الغد" الإماراتية الخاصة، الاتفاق تحت عنوان "أردوغان: الصومال وإثيوبيا اتفقتا على مصالحة تاريخية".
وذكرت قناة "المشهد" اللبنانية الخاصة تفاعلا مشابها تحت عنوان "أردوغان يعلن عن مصلحة تاريخية بين الصومال وإثيوبيا"، موضحة أن تركيا تتمتع بعلاقات وثيقة مع البلدين.
إعلان أنقرة
وتحت عنوان "إعلان أنقرة: اتفاق صومالي إثيوبي على نبذ خلافاتهما"، تحدثت وكالة الأنباء الصومالية بإيجابية عن الاتفاق.
وأوضحت أنه عقب لقاء قادة البلدين مع الرئيس التركي في أنقرة، أكد الجانبان في بيان مشترك "التزامهما باحترام سيادة كل من بلديهما ووحدتهما وسلامة أراضيهما واستقلالهما".
كما اتفق الجانبان على "نبذ خلافاتهما، وتنحية القضايا المتنازع عليها، والمضي قُدما وبإصرار نحو الازدهار المشترك"، وفق الوكالة.
وبحسب الوكالة الصومالية، قرر الطرفان بدء مفاوضات تقنية بحلول نهاية فبراير 2025، بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي في غضون أربعة أشهر، بمساعدة تركية.
ورحب الجانبان بدور تركيا في تسهيل تنفيذ هذه التفاهمات، واتفقا على حل أي خلافات مستقبلية بالطرق السلمية، بدعم تركي إذا لزم الأمر.
وعبر الزعيمان عن شكرهما وتقديرهما للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هذه المبادرة ودعمه المستمر لتعزيز العلاقات والتعاون الإقليمي.
وتحت عنوان "إثيوبيا والصومال تتوصلان إلى اتفاق في محادثات بوساطة تركية لتعزيز التعاون"، تحدثت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية عن الاتفاق الذي التزم فيه الطرفان "بالمضي قدما بحزم نحو التعاون المشترك، مع ضمان وصول إثيوبيا إلى البحر".
وأشاد رئيس الوزراء الإثيوبي بحكومة تركيا والتزامها بجهود السلام في منطقة القرن الإفريقي، وفق الوكالة.
وبحسب رئيس الوزراء الإثيوبي اتخذ الرئيس أردوغان زمام المبادرة لتسهيل سلسلة مناقشات على مستوى وزراء الخارجية بين الدولتين الشقيقتين إثيوبيا والصومال خلال الأشهر القليلة الماضية، بحسب المصدر ذاته.
وأشار آبي إلى أن تلك الجهود "التزم بها اجتماع اليوم (الأربعاء) على مستوى القادة، مع الالتزام بمعالجة سوء التفاهم" بين البلدين.
خطوة أولى
وفي المؤتمر الصحفي المشترك، قال الرئيس أردوغان إنه تم اتخاذ "الخطوة الأولى نحو بداية جديدة قائمة على السلام والتعاون بين الصومال وإثيوبيا".
وأوضح أن "الإعلان المشترك المتفق عليه بين الصومال وإثيوبيا سيضع الأساس للتعاون والتنمية الاقتصادية والازدهار في المنطقة على أساس الاحترام المتبادل".
وهنأ أردوغان، الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي بمناسبة التوصل إلى هذا الاتفاق "التاريخي" وشكرهم على موقفهم البناء.
وأعرب الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي عن شكرهما لتركيا ورئيسها، لجهودها في حل الخلاف بين بلديهما.
وقال مدير دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون، إن إعلان أنقرة الموقع بين الصومال وإثيوبيا "دليل مهم على المكانة الموثوقة التي تتمتع بها تركيا في نظر الشعوب والدول في إفريقيا".
وأضاف ألطون: "مساهمات الدبلوماسية القيادية لرئيسنا في السلام الإقليمي والعالمي المستدام تحظى بتقدير العالم أجمع وتفتح الباب أمام آمال وفرص جديدة للإنسانية".
وتدهورت العلاقات بين الدولتين الجارتين منذ إبرام إثيوبيا اتفاقا مع إقليم "أرض الصومال" الانفصالي في الأول من يناير/ كانون الثاني 2023، منح الإذن لأديس أبابا باستخدام سواحل الإقليم على خليج عدن لأغراض تجارية وعسكرية.
ورفضت مقديشو صفقة إثيوبيا مع "أرض الصومال"، ووصفتها بأنها "غير شرعية وتشكل تهديدا لحسن الجوار وانتهاكا لسيادته"، فيما دافعت الحكومة الإثيوبية عن الاتفاق قائلة إنه "لن يؤثر على أي حزب أو دولة".