بحث عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، الثلاثاء، مع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، سبل توسيع الشراكة في المجالات الدبلوماسية والدفاعية بما يحقق الاستقرار الإقليمي.
جاء ذلك خلال لقاءين منفصلين، عقدهما مع الأمين العام للحلف مارك روته ووزراء خارجية الدول الأعضاء، في إطار زيارة رسمية غير معلنة المدة إلى بروكسل، وفق بيان للديوان الملكي، وصل الأناضول.
وكان عاهل الأردن قد بدأ في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، زيارة خاصة تتبعها زيارة عمل إلى بلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية، وفق بيان سابق للديوان الملكي، لم يحدد فيه برنامج الزيارة ومواقيتها.
وقال البيان إن اللقاءين مع الناتو تناولا "سبل توسيع الشراكة بين الأردن والناتو في المجالات الدبلوماسية والدفاعية، وأهمية إدامة التنسيق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق الاستقرار إقليميا ودوليا".
وفيما يتعلق بمستجدات المنطقة، أكد ملك الأردن على "ضرورة التوصل إلى تهدئة شاملة في الإقليم، لتجنيب المنطقة تبعات دوامة عنف جديدة"، وفق المصدر ذاته.
وشدد على "أهمية تكثيف الجهود لوقف الحرب (الإبادة) الإسرائيلية على غزة، وتعزيز الاستجابة الإنسانية بالقطاع".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية على غزة، أسفرت عن نحو 150 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
ولفت ملك الأردن إلى "أهمية وقف أعمال العنف من قبل المستوطنين المتطرفين (الإسرائيليين) بحق الفلسطينيين بالضفة الغربية (المحتلة)".
وبموازاة حرب الإبادة على غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، ما أسفر إجمالا عن مقتل 803 فلسطينيين وإصابة نحو 6 آلاف و450، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
*لبنان وسوريا
وفيما يخص لبنان، أشار الملك عبد الله إلى "أهمية ضمان نجاح وقف إطلاق النار في لبنان (بين حزب الله وإسرائيل)"، معربا عن "دعم الأردن للبنان وأمنه واستقراره وسيادته وسلامة مواطنيه"، وفق البيان ذاته.
وفجر 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل حيز التنفيذ؛ لينهي معارك بين الجانبين استمرت منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واتسع نطاقها اعتبارا من النصف الثاني من سبتمبر/ أيلول الماضي.
لكن إسرائيل، بدعوى التصدي لـ"تهديدات"، تواصل خروقاتها للاتفاق، والتي صعدتها الاثنين بارتكاب 36 خرقا؛ ما أدى إلى مقتل 11 شخصا وإصابة 3 آخرين.
هذا الأمر دفع "حزب الله" إلى الرد لأول مرة منذ سريان الاتفاق بقصف صاروخي استهداف موقع "رويسات العلم" العسكري الإسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
وعن التطورات المتسارعة التي تشهدها الجارة الشمالية سوريا، أكد ملك الأردن في لقاءاته مع الناتو على "وقوف الأردن إلى جانب سوريا ووحدة أراضيها وسيادتها واستقرارها".
ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، تخوض فصائل المعارضة السورية اشتباكات مع قوات النظام بعدة مناطق في البلاد.
ودخلت قوات المعارضة مدينة حلب، الجمعة، وسيطرت على معظم أحيائها، وبسطت سيطرتها على كامل محافظة إدلب، السبت، بعد السيطرة على مدن ومواقع عديدة في ريفها، فيما تخوض حاليا معارك ضارية على تخوم مدينة حماة.