تسلَّم رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، رسالة خطية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الجارين و"دعم وتضامن" القاهرة مع الخرطوم.
وسلَّم الرسالة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال لقاء مع البرهان في مدينة بورتسودان على البحر الأحمر شرقي البلاد.
وذكرت الخارجية المصرية، في بيان، أن هذه الزيارة هي "الأولى لوزير خارجية مصر للسودان منذ اندلاع الأزمة السودانية في أبريل 2023"، وهي "بتوجيه" من الرئيس المصري.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وقال عبد العاطي خلال لقاء البرهان إن "الزيارة تأتي للإعراب عن تضامن مُخلص مع السودان في هذا المنعطف التاريخي الخطير، وللوقوف بجانب دولة شقيقة في ظل الروابط العميقة والعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين"، وفق البيان.
وأكد "حرص مصر على الانخراط بفاعلية في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، وبما يصون مصالحه وسيادته ووحدة أراضيه".
وأضاف أن بلاده تبذل جهودا لـ"استئناف السودان أنشطته في الاتحاد الإفريقي".
وفي 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، قرر الاتحاد الإفريقي تجميد مشاركة السودان في أنشطته، بعد يومين من "استيلاء الجيش السوداني على السلطة وحل الحكومة الانتقالية"، حسب بيان للاتحاد آنذاك.
وقبل يومين من هذه الخطوة، فرض البرهان إجراءات استثنائية منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين واعتقال وزراء وسياسيين وإعلان حالة الطوارئ وإقالة الولاة (المحافظين).
وتعهد البرهان بتسليم السلطة لحكومة مدنية إما عبر انتخابات أو توافق وطني، لكن السودان انزلق إلى حرب داخلية متواصلة ومدمرة.
كما أجرى عبد العاطي في بورتسودان "جلسة مشاورات رسمية" مع نظيره السوداني على يوسف الشريف، بحضور وفدي البلدين.
واستعرض عبد العاطي خلال الجلسة "موقف مصر الداعي لوقف فوري لإطلاق النار وتسريع وتيرة نفاذ المساعدات الإنسانية" في السودان.
وتناول الجانبان "تناول ملف الأمن المائي باستفاضة، في ظل مواقف البلدين المتطابقة باعتبارهما دولتي مصب على نهر النيل، واتفقا على الاستمرار في التنسيق والتعاون الوثيق لحفظ وصون الأمن المائي المصري والسوداني".
ومنذ أكثر من عقد، تدعو القاهرة للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن ملء وتشغيل سد "النهضة" الإثيوبي، ولا سيما في أوقات الجفاف، لضمان استمرار تدفق حصتي القاهرة والخرطوم من مياه نهر النيل.
لكن أديس أبابا لا ترى ضرورة لذلك وتقول إن السد مهم لجهود التنمية وخاصة لتوليد الكهرباء، ولن يُضرّ بمصالح أي دولة أخرى، ما أدى إلى تجميد المفاوضات لمدة 3 أعوام قبل أن تُستأنف في 2023.
وبين 17 و19 ديسمبر/ كانون الأول 2023، أجرت الدول الثلاث جولة مفاوضات بأديس أبابا، وأعلنت القاهرة بعدها انتهاء مسار المفاوضات دون نتائج، متهمة إثيوبيا برفض أي حلول وسط، ومؤكدة التمسك بحقها في الدفاع عن أمنها المائي.
كما التقى الوزير المصري مع عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للجيش السوداني الفريق إبراهيم جابر.
وأكد عبد العاطي "موقف مصر الثابت القائم على دعم المؤسسات الوطنية السودانية واحترام وحدة وسلامة الأراضي السودانية"، وفق البيان المصري.
وحسب مجلس السيادة، في بيان، فإن "الرسالة الخطية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي (للبرهان) تتعلق بترقية وتطوير علاقات البلدين، بما يخدم مصالح الشعبين".
كما قال عبد العاطي، وفق البيان السوداني، إن "زيارته للسودان تأتي تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي لنقل رسالة دعم وتضامن كامل من الدولة المصرية للدولة السودانية".
وأعرب عن استعداد مصر "لبذل كل ما في وسعها لاستئناف السودان نشاطه داخل الاتحاد الإفريقي في أقرب وقت ممكن"، وفق البيان.
وعقب اللقاء، قال وزير الخارجية السوداني، في تصريح صحفي، إن زيارة نظيره المصري والوفد المرافق له "تأتي في توقيت تاريخي ومهم في مسار التطورات التي تجري في السودان من حرب الكرامة".
كما ربط الشريف توقيت الرسالة بـ"جهود إنهاء الحرب لصالح الشعب السوداني وإعمار ما دمرته الحرب وإخراج السودان من النفق المظلم الذي أدخلته فيه هذه الحرب ومَن وقف ورائها".