الإرهاب خطر اقتصادي لا عسكري

13:1415/11/2022, Salı
تحديث: 15/11/2022, Salı
يوسف دينيتش

حاولت صحيفة "فايننشال تايمز" إثارة التساؤلات والشبهات حول الفائض من الأخطاء والنقائص في ميزان المدفوعات، وعلى الرغم من تحليلات الاقتصاديين حول هذا الموضوع إلا أن الصحيفة أطلقت عنوانًا "من يحشو تركيا" مستهزئة (فكلمة تركيا تعني بالإنكليزية الديك الهندي أيضًا).ثم زار أحدهم (كليجدار أوغلو) لندن وأعلن هناك أن تركيا تعتمد على المخدرات في اقتصادها مستغلًا حديث "فايننشال تايمز" وأن هذا الفائض عبارة عن "أموال نظيفة" أي عائدات المخدرات.لكن يبدو أن الأمور لم تسر على ما يرام بالنسبة لهذا الزائر فصحيفة "فايننشال

حاولت صحيفة "فايننشال تايمز" إثارة التساؤلات والشبهات حول الفائض من الأخطاء والنقائص في ميزان المدفوعات، وعلى الرغم من تحليلات الاقتصاديين حول هذا الموضوع إلا أن الصحيفة أطلقت عنوانًا "من يحشو تركيا" مستهزئة (فكلمة تركيا تعني بالإنكليزية الديك الهندي أيضًا).

ثم زار أحدهم (كليجدار أوغلو) لندن وأعلن هناك أن تركيا تعتمد على المخدرات في اقتصادها مستغلًا حديث "فايننشال تايمز" وأن هذا الفائض عبارة عن "أموال نظيفة" أي عائدات المخدرات.

لكن يبدو أن الأمور لم تسر على ما يرام بالنسبة لهذا الزائر فصحيفة "فايننشال تايمز" ودعت زائرها بعنوان يتحدث عن خصمه أردوغان كان مفاده: "يد تغسل الأخرى: صفقة الحبوب تسلط الضوء على علاقات أردوغان وبوتين" محاولةً الإيماء إلى وجود علاقة تبادل منافع غير نزيهة بين بوتين وأردوغان مظهرين بذلك حقدهم تجاه تركيا وعدم تقبلهم النجاح الدبلوماسي الذي حققته في اتفاقية ممر الحبوب.

ألا تسلط اتفاقية ممر الحبوب الضوء على علاقات أردوغان مع "زيلينسكي" أو على مقولة أردوغان "العالم أكبر من 5" أيضًا، هل بين أردوغان و"زيلينسكي" علاقة تبادل منافع غير نزيهة أيضًا، أو بين أردوغان و"أولف كريسترسون"؟ ماذا عن أردوغان و"علييف" وأردوغان و"بوريس جونسون"، هل الأمر كذلك بين "بايدن" و "شي جين بينغ" أو بين محمد بن سلمان و "شي جين بينغ" أو بين "ميتسوتاكيس" و"ماكرون"؟ والأمثلة تطول وتطول.

هذه العناوين المضللة وإثارة الشبهات حول الفائض والاتهامات بالمخدرات، كلها ادعاءات رخيصة لا تعني شيئًا حيث إن هذا الفائض ناتج عن أسباب علمية موضحة، ومن هذه الأسباب: 1ـ حساب الأموال الداخلة والخارجة بناءً على مبدأ الدورية.

2ـ تجارة الأشياء التي لا تخضع للرسوم الجمركية كالأشياء التي يؤتى بها في حقائب السفر وتعتبر أشياء شخصية.

من التجارة الحدودية مثل حدود "إديرنا" و"وان" و"أرتفين" وغيرها.

3ـ الأموال التي ينفقها الطلاب الأجانب كمصروف شخصي وتقدر بـ حوالي 500 مليون إلى 1 مليار دولار أمريكي.

4ـ صرف الذهب أو النقد الأجنبي المُدخر بشكل شخصي منذ فترة طويلة.

5ـ يُعتبر أهم مصدر هو الأموال التي ينفقها السياح في المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية وغيرها حيث تصل إلى أرقام قياسية.

رغم التفسيرات العلمية التي قدمناها فهم لا يزالون يصرون على هذه الادعاءات لوضع تركيا في موقف صعب من حيث كسب المال المشروع وسد العجز في الميزان التجاري، وذلك لخلق أزمة في العملة النقدية، وبالتالي تُجبر تركيا على تغيير قانون الفائدة.

لكن على الرغم من هذا كله لم يتمكنوا من تحقيق أي نتائج، لهذا لجؤوا إلى أساليب أسوأ ويبرعون فيها أكثر وهي الإرهاب، حيث قامت على سبيل المثال صحيفة "نيوزويك" بنشر خبر التفجير وأرفقته بصورة دمار من آثار زلزال لزيادة تهويل الحادث. وإذا لم يتم التعامل مع الأمر بحذر وكما يجب، فسوف يصلون إلى غايتهم وهي تعطيل السياحة في تركيا، كما أنهم سيزعمون أن تركيا لا يمكن أن تكون مركزًا للطاقة فهي ليست خالية من الإرهاب بعد.

وسيؤدي توقف السياحة إلى خسارات كبيرة في العائدات السياحية وفي الفائض من الأخطاء والنقائص في ميزان المدفوعات الذي تشكل أموال السياح جزءًا كبيرًا منه ويسهم في سد عجز الميزان التجاري بشكل كبير، وقد شهدنا هذا من قبل عندما وقعت هجمات مماثلة. يمكن القول هنا: إن الخسارة ستكون جزئية فتركيا كبيرة ويمكنها استقبال السياح في أماكن أخرى لكن الحقيقة أن السائح ولو لم تكن وجهته إسطنبول إلا أنه سيمر بها بكل تأكيد.

ثم سيؤثر هذا على الاقتصاد بشكل أوسع حيث سيقوم بعض المؤثرين في الاقتصاد برفع سعر الصرف لعدم استطاعة تركيا سد العجز في ميزانها التجاري ومن ثم سيأخذون من يدها بعض الإمكانيات التي ستغير نقاط القوة في 2023 وهم لا يريدون ذلك.

أما عن أثر الهجمات على مسألة الطاقة فكانت قد تبقت خطوة أخيرة في تركمانستان وخُطط لزيارة "طشقند" في كانون الأول/ديسمبر لمناقشتها، لهذا السبب فإن الهجمات الآن كلها موجهة على إمكانية تركيا في أن تكون مركزًا للطاقة وللسبب نفسه استمر تنظيم "بي كي كي" الإرهابي بمحاولة مهاجمة خطوط الأنابيب لسنوات محاولًا إظهار عجز تركيا عن أن تصبح مركزًا للطاقة، لقد هاجم تنظيم "بي كي كي" والمنظمات الإرهابية الأخرى الاقتصاد -الكلي والجزئي- بشكل مباشر لسنوات.

وبهذا يكون الإرهابيون قد خدموا مصالح الذين يعرفون أنه لا يمكنهم مجابهة تركيا عسكريًا، ومن الجدير بالذكر أنك لا ترى الإرهابيين في تصادم عسكري أبدًا إنما ينفذون هجمات اقتصادية فقط.

السبب الأساسي من ذكري كل ما تقدم هو الإشارة إلى المكان المهم الذي ستصل إليه تركيا، مكان لا يستطيع الكثيرون حتى الحلم به، فتركيا تمتلك المؤهلات لتكون من أقوى الدول على مستوى العالم وهي تتقدم في هذا الاتجاه، لذلك سيكون هناك الكثير من الأعداء في الداخل والخارج يعملون على عرقلتها، وستستمر تركيا في التأخر في الحصول على ما تستحق ما لم تتخلص من الإرهاب.

لهذا السبب يجب القضاء على تنظيم بي كي كي وتنظيم غولن ومنظمة داعش وجبهة حزب التحرر الشعبي الثوري وأي منظمة إرهابية أخرى وعدم الإبقاء على أحد منهم أو ممن يدعمهم. ويجب الحذر من أن ننقاد خلف أولئك الذين يحرفون الحقائق بسبب حقدهم على الدولة أو الذين يحاولون إشاعة الخوف عمدًا فنحقق مرادهم. وأردت أن أذكّر بهول ما قد ينتج عن الخوف الذي يحاولون إشاعته فقد رأينا ما حصل في حادثة مطار أتاتورك والسلطان أحمد وملعب "دولما بهشة".

نحن على يقين أن تركيا ستتغلب على محاولاتهم الفاشلة بمهاجمة الاقتصاد وإضعافه، وكنت قد كتبت في وقت سابق أنه عند انتهاء اليونان من مضايقة تركيا ستكون هناك مضايقات جديدة، لكننا وصلنا إلى نهاية الطريق فهم باتوا يعرفون أن تركيا لن تصبر عليهم هذه المرة.

#الإرهاب
#تركيا
#الاقتصاد
#فايننشال تايمز
#أردوغان