مدير المنظمة معاذ مصطفى: - المنظمات الدولية لم تفعل شيئا إثر تسريب صور "قيصر" والمحكمة الجنائية الدولية لم تصدر حتى مذكرة اعتقال أو تفتح دعوى - الصور تكشف عن تعذيب مروع تعرض له المعتقلون، بما في ذلك قلع أعينهم - تُبين العلامات الداكنة على الجثث وذوبان الجلد استخدام الكهرباء والأحماض ومواد أخرى
قال المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ معاذ مصطفى إن المجتمع الدولي لم يحرك ساكنا تجاه جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد المخلوع في سوريا بعد تسريب صور "قيصر" .
وكان موظف منشق عن النظام ملقب بـ "قيصر"، سرب صورا لنحو 11 ألف جثة لأشخاص قُتلوا تحت التعذيب في الفترة بين مايو/ أيار 2011 وأغسطس/ آب 2013، وكشفت الصور عن أساليب التعذيب التي تعرض لها المعتقلون في معتقلات النظام.
ومع الإطاحة بنظام البعث في سوريا الذي دام 61 عاما، عادت سجون النظام السابق ومراكز اعتقاله إلى الواجهة.
الأناضول التقت مصطفى، ليتحدث عن التعذيب في سجون نظام الأسد وصور قيصر وتأثيرها في الإجراءات القانونية لمحاكمة مرتكبي جرائم التعذيب.
وذكر مصطفى أنهم في إطار عملهم في المنظمة، ومقرها الرئيسي واشنطن، وثقوا الكثير من الجرائم وبدأوا إجراءات قانونية ضد بعض المجرمين في النظام.
- الشاهد قيصر وصوره
وقال المدير التنفيذي للمنظمة إنه يعرف شخصيا "قيصر" الذي أصبح محط الأنظار مرة أخرى مع انهيار نظام الأسد، وإنه تحدث معه يوم الإطاحة بنظام الأسد.
وذكر أن المنظمة قدمت تمويلا لحماية شهود مهمين مثل "قيصر" المعروف باسمه الرمزي.
وأضاف: "في مرحلة ما، سيكشف قيصر عن وجهه للعالم وسيتعرف الجميع على هذا البطل".
وأشار إلى أن المنظمة التي يديرها تتولى مهمة "حماية وحفظ" صور قيصر التي تكشف جرائم الحرب التي ارتكبها النظام السوري السابق.
وأفاد بأنهم يعملون على إحضار قيصر إلى البرلمان الأوروبي والبرلمان البريطاني والكونغرس الأمريكي والأمم المتحدة.
وقال: "أحضرنا قيصر إلى الولايات المتحدة 6 مرات، ونتيجة لذلك تم إصدار قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين، الذي ساعدْنا في إعداد مسودته وكان له دور مهم في التخلص من نظام الأسد".
وفي ديسمبر 2019 وافق الكونغرس الأمريكي على "قانون قيصر" الذي ينص على فرض عقوبات إضافية على الأفراد والمنظمات التي تقدم المساعدة لأنشطة نظام الأسد وداعميه روسيا وإيران في سوريا، ودخل القانون حيز التنفيذ في 17 يونيو 2020.
- صور قيصر وسجن صيدنايا
وأكد مصطفى أن الصور التي التقطها قيصر تسلط الضوء على الأوضاع والأحداث في سجون النظام مثل سجن صيدنايا.
وسجن صيدنايا العسكري، الواقع على بعد 30 كيلومترا من العاصمة دمشق، والتابع لوزارة دفاع النظام المنهار، تحول إلى مركز يعتقل فيها المتظاهرون السلميون المناهضون للنظام منذ عام 2011.
وأضاف: "الصور تكشف عن تعذيب مروع تعرض له المعتقلون، بما في ذلك قلع أعينهم. كما تُبين العلامات الداكنة على الجثث وذوبان الجلد استخدام الكهرباء، والأحماض، ومواد أخرى".
وأردف: "الصور تظهر أيضا قتل الأطفال وكبار السن. كل هذا كان واضحا في الصور، والآن مع إطلاق سراح بعض المعتقلين من سجن صيدنايا، نرى ذلك بوضوح أكثر".
وشدد على فظاعة سجن صيدنايا، وقال إن "الزنازين الموجودة تحت الأرض هي الأغلبية مقارنة بغيرها".
تقاعس المجتمع الدولي
وفي إشارة إلى انعكاسات صور قيصر على المجتمع الدولي، قال مصطفى: "كان هناك غضب كبير، لكن لم يكن هناك أي تحرك. أحرج المجتمع الدولي نفسه وسيشعر بالعار من هذا التقاعس إلى الأبد".
وأضاف: "المنظمات الدولية أيضا لم تفعل شيئا. المحكمة الجنائية الدولية لم تصدر حتى مذكرة اعتقال أو تفتح دعوى".
وأردف: "لكن الآن، بإذن الله، سنقيم محكمة في دمشق وسنحاسب مجرمي الحرب هؤلاء بمن فيهم بشار الأسد، الذين أصدروا الأوامر وعذبوا المعتقلين".
جدير بالذكر أن الأناضول كانت الوكالة الأولى التي نشرت ما يقرب من 55 ألف صورة التقطها "قيصر" عام 2014.
وكان للصور المعنية تأثير كبير كدليل على جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد، بما في ذلك التعذيب الممنهج والتجويع.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.